"مسلسلات NETFLIX الوثائقية الأصلية" منذ 50 عاماً فحسب، غامرنا أخيراً بالوصول إلى القمر. لأول مرة على الإطلاق، ننظر إلى كوكبنا. منذ ذلك الحين، تجاوز عدد البشر الضعف.
ستحتفي هذه السلسلة بعجائب الطبيعة الباقية، وتكشف عما يجب أن نحافظ عليه للتأكّد من ازدهار الناس والطبيعة. ربما تكون المناطق القطبية من كوكبنا بعيدةً عن معظمنا، ولكنها ليست بعيدةً عن تأثيرنا. نحن نغيّر تلك العوالم المتجمّدة من دون قصد، وهذه التغيّرات لن تغيّر القطبين فحسب، ولكن الكوكب كلّه.
"عوالم متجمّدة" القارّة القطبية الجنوبية. الطرف الجنوبي لكوكبنا، وأبرد مكان على سطح الأرض. إنها متجمّدة منذ 30 مليون سنة.
يبلغ سمك الجليد في مركزها أكثر من 4 كيلومترات. سلسلة جبلية كاملة مدفونة تحته. المنطقة باردة جداً هنا لدرجة أنه في كل شتاء تتجمد مساحة قدرها 19 مليون كيلومتر مربع من المحيط، لتزيد الغطاء الجليدي لأكثر من الضعف.
ولكن في الربيع، حين يذوب الجليد البحري، وتعود الحياة من جديد إلى سواحل القارّة. شبه الجزيرة التي تمتدّ شمالاً في اتّجاه "أمريكا الجنوبية" هي أول جزء منها يتحرّر من قبضة الشتاء. ومع ذوبان الجليد البحري، تعود الحياة.
يُوجد تنوّع أكبر في الكائنات الحية هنا أكثر من أي مكان آخر في القارّة القطبية الجنوبية. تقضي بطاريق جنتو معظم حياتها في البحر، ولكن الآن في الربيع، عليها أن تأتي إلى الشاطئ لتتكاثر. إنها أسرع البطاريق جميعاً في الماء، ولكن في البرّ تكون الحياة أبطأ.
إنه كفاح مضن للوصول إلى منطقة أعشاشها، ولكن البطاريق لا تستسلم أبداً. الطرق التي تتبعها، نحتتها آلاف آثار الأقدام الصغيرة، لتقود إلى أندر السلع في القارّة القطبية الجنوبية. صخرة عارية.
أقلّ من 1 بالمئة من القارّة القطبية الجنوبية من دون غطاء جليدي، وهذه المناطق الصخرية هي الأماكن الوحيدة حيث يمكن لبطاريق جنتو أن تضع بيضها. إنه كفاح دام 30 دقيقةً، ولكنه كاد يصل إلى القمّة حيث تنتظره رفيقته. يقدّم لها حجراً، كهدية لتحسين العشّ وذلك لينال حظوةً عندها.
عاد في الوقت المناسب. يُوجد فم آخر لإطعامه. كانت بطاريق جنتو نادرة في هذا الجزء من القارّة القطبية الجنوبية، ولكن الآن، مع ارتفاع درجة الحرارة، فأعدادها هنا في تزايد.
قد يبدو الجليد البحري مسطّحاً وبلا حياة، ولكن يُوجد أسفله عالم آخر. مع ذوبان الجليد، يمرّ الضوء عبر الماء، وتزدهر الطحالب التي كانت عالقةً في الجليد طوال الشتاء. هذا العالم المعكوس هو النظير القطبي لأراضي الرعي العظيمة.
الجليد هو التربة التي عليها تنمو حياة النبات، وسرعان ما تصل قطعان الرعي. القرديس القطبي الجنوبي. تحتشد التريليونات منها في المياه حول القارّة القطبية الجنوبية.
ترعى على الطحالب بينما الشمس تنير، وهي محمية بسبب الجليد فوقها. ولكن الأوقات السعيدة لا تدوم طويلاً. حالما يذوب كل الجليد، يفقد قرديس البحر الحماية، وتظهر الحيوانات المفترسة.
ربما فقدت البطاريق قدرتها على الطيران، ولكنها ما زالت تشكّل أسراباً، كما تفعل الكثير من الطيور. كلما غاصت لوقت أطول، تستغرق وقتاً أطول لتلتقط أنفاسها. نفش ريشها يحتجز الهواء، مما يجعل أجسادها انسيابية أكثر.
نفس أخير. . .
وتغطس المجموعة بأكملها معاً. بطاريق جنتو تتبع القرديس إلى عمق يتجاوز 200 متر. ما يستطيع سرب صيده في غطسة واحدة، يستطيع عملاق ابتلاعه بجرعة واحدة.
الحوت الأحدب من المناطق الاستوائية سافر أكثر من 8 آلاف كيلومتر ليصل إلى هنا. يختار هذا الحوت أن يقتات وحيداً. هذا الأسلوب المتمثل باندفاع جزئي وانقضاض جزئي ينجح فقط حينما يكون قرديس البحر قريباً من السطح.
حين يصل المزيد من الحيتان الحدباء، تبدأ العمل ضمن فريق. بالاندفاع معاً، ما يزيد عن حاجة فم ضخم لا يُهدر، بل يجمعه فم آخر. تعمل بعض الحيتان الحدباء بطريقة أكثر تنسيقاً.
تفعل هذا حينما يغوص قرديس البحر للأعماق. حالما تصل إلى الموقع، تقذف الهواء من فتحة التنفس. بالعمل معاً، تصنع ستاراً من الفقاقيع حول فرائسها.
ومع تضييق الشبكة الحلزونية الخناق، تقترب حيوانات القرديس من بعضها، ثم تندفع الحيتان إلى أعلى وتجمعها. تقريباً كل الحيتان الحدباء في نصف الكرة الأرضية الجنوبي تأتي إلى القارّة القطبية الجنوبية لتتغذّى على القرديس. منذ حظر صيد الحيتان التجاري، تعافت أعدادها بشكل كبير، ولكن مصدر غذائها معرّض للخطر الآن.
في الـ50 سنة الأخيرة، مع ارتفاع درجة الحرارة واختفاء الجليد البحري، انخفضت أعداد القرديس في هذا الجزء من المحيط الجنوبي إلى أكثر من النصف. تأتي حيوانات بحرية صيادة أخرى سعياً وراء فرائس أكبر من القرديس. أكثر حيوانات القارّة القطبية الجنوبية افتراساً.
الأوركا، الحيتان القاتلة. أكثر من نصف حيتان الأوركا في العالم تطوف في هذه البحار القطبية. قطيع الحيتان هذا متخصّص في صيد البطاريق.
إنها تنتقل إلى وضع التسلل. تصطاد من دون أي صوت، حتى لا تسمعها فرائسها قادمة. يستطيع البطريق أن يهرب من حوت قاتل واحد، ولكن نادراً ما يستطيع الهروب من قطيع.
قد يبدو هذا الصيد قاسياً، ولكن مهارات حياتية مهمّة يتمّ توريثها إلى أجيال تالية. من الحيتان القاتلة إلى القرديس، تعتمد كل الحياة هنا على الجليد البحري للقارّة القطبية الجنوبية. البحار التي تحيط بالقارّة القطبية الجنوبية هي الأكثر اضطراباً على كوكبنا.
هذه المياه المزبدة سحبت المغذّيات من العمق وخلقت أراض صيد غنية وشاسعة للكائنات الرحّالة مثل طائر القطرس الجوال. تتدفّق التيّارات تحت الأمواج بعيداً عن القارّة القطبية الجنوبية، لتنقل المغذّيات عبر الكوكب، ولتخصّب المحيطات، ولتساعد في ضبط درجات حرارة الأرض. جزيرة "ساوث جورجيا".
إنها في الشمال بما يكفي لتكون بعيدة عن متناول الجليد البحري حتى في منتصف الشتاء. تعيش حيوانات كثيرة هنا طوال العام. صوص القطرس الجوّال هذا كان جالساً على عشّه طوال الشتاء، ويعتمد كلّيّاً على عودة أبويه مع الطعام.
ربما عليه الانتظار بضعة أيام بين الوجبات أو حتى بضعة أسابيع، ولكنه على الأقلّ ليس الوحيد الذي ينتظر. تحتاج صيصان القطرس إلى قضاء عام كامل تنمو قبل أن تكون مستعدّةً لرحلتها الجوّيّة الأولى. وحينها تقضي بضع سنوات في البحر قبل أن تعود إلى البرّ.
الهبوط بجناحين طولهما 3 أمتار يتطلّب بعض التدريب. لا يملك طائر القطرس دواسر عكسيّة. هذا الصوص هو الابن البكر لهذه الأنثى.
تربّيه منذ 6 أشهر، وأمامه 6 أشهر أخرى. صوصها أصغر مما يجب أن يكون عليه، وهي علامة على أن قرينها لم يعد بالطعام. قد يكون أحد الطيور الكثيرة التي تموت، عالقةً على خيوط الصيد الطويلة.
"ساوث جورجيا" مكان مثالي لتربّي طيور القطرس الجوّال صغارها، ولكن هناك الآن طيوراً بالغةً أقلّ تعود إلى هنا لتبني أعشاشها، وفي السنوات الأخيرة، انخفضت أعداد الطيور المتناسلة بنسبة 40 بالمئة. الصوص آمن حالياً وهو منتظر في عشّه. لا تُوجد حيوانات برّيّة مفترسة هنا.
ولكن نفس الأمر لا يمكن قوله عن بحار "ساوث جورجيا". يزدهر عشب البحر العملاق في هذه المياه الخالية من الجليد. المكان المثالي لنصب كمين.
تقضي نمور البحر الشتاء هنا للهرب من المحيط المتجمّد للقارّة القطبية الجنوبية. كان يجب أن تعود جنوباً الآن، ولكنها بقيت لوقت أطول هذا العام. ولقد أجّلت رحيلها لسبب وجيه.
تُوجد طيور البطريق الملكية هنا. كل واحد منها هو وجبة فخمة، إن تمكّنت من اصطياده. في أثناء عودتها لإطعام صيصانها، لا تملك البطاريق الملكية سوى أن تتعرّض لخطر الهجوم.
نادراً ما تقفز البطاريق الملكية هكذا. تستخدم طاقةً أكثر، ولكن هذا أسرع من الغوص تحت الماء. من الصعب اختيار هدف متحرّك في حشد مصاب بالهلع، ولكن إن كان الهدف منعزلاً، فتتغيّر الاحتمالات.
أسنان حادّة كالموس ضدّ منقار طاعن. إنه طريق مسدود. كلاهما مرهق بعد المطاردة.
يقرّر الصيّاد أن الوجبة لا تستحقّ القتال. بالنسبة إلى البطريق، كان هذا الصراع وشيكاً، ولكنها كانت العقبة الأولى فحسب في عودته لإطعام صوصه. لن يكون الأمر سهلاً.
لحسن الحظّ، إنها لا تأكل البطاريق. ومع ذلك، من الأفضل ترك العمالقة النائمة راقدةً. إناث فيل البحر لا يعجبها أن يتمّ إزعاجها وهي نائمة، ولكن الذكور التي تبلغ 4 أطنان هي ما يجب الحذر منها.
إنها تتصارع على الوصول إلى الإناث. يجب تفادي السحق تحت بدين غاضب بأي ثمن. طريق هروب.
حان وقت الهرب. وصل إلى عشه أخيراً. والآن حان وقت التحدّي الأخير.
إيجاد صوصه وسط حشد يبلغ نصف مليون. ينادي. .
. ويصغي إلى ردّ يمكن تمييزه. قد يكون صوصه على بعد كيلومتر ونصف أو 3 كيلومترات، في مؤخّرة المستعمرة.
ولكن هذه مشكلة الصيصان، لا تظلّ حيث تركتها. إنه لأمر مدهش أنه وسط كل هذه الجلبة، يستطيع أب وصوصه تمييز نداء بعضهما. الأمور التي يكابدها الآباء لتسليم وجبة.
يا ليتها تعلم. بالنسبة إلى جزيرة صغيرة، تؤوي"ساوث جورجيا" عدداً مدهشاً من الكائنات الحية. تعتمد كل هذه المخلوقات في النهاية على قرديس البحر والذي ينمو تحت الجليد البحري حول شبه جزيرة القارّة القطبية الجنوبية.
ومع اختفاء الجليد البحري، يكون مستقبل "ساوث جورجيا" مهدّداً. في الناحية الأخرى من الكوكب، في الشمال، تبدو آثار التغيّر المناخي أكثر وضوحاً. القطب الشمالي ليس قارّةً محاطةً بالبحر، ولكنه محيط متجمّد تحيط به اليابسة.
في فصل الربيع هنا، ما زال الجليد البحري في أقصى مداه. إنها منطقة صيد قويّة وشاسعة لأضخم آكل لحوم بري على الكوكب. ذكر دبّ قطبي يبحث عن وجبته التالية على الأزقّة البحرية المتجمّدة في "سفالبارد" في الدائرة القطبية.
يبحث عن الفقمات، والتي تشكّل أغلب غذائه. يجب أن يأكل ثلثي الطعام الذي يحتاج إليه طوال العام قبل أن يذوب الجليد وتختفي منطقة صيده. لم تملك الفقمة المحلّقة خياراً سوى ترك جروها على السطح.
في الماضي، كانت لتبني عريناً داخل نتوء على الجليد، ولكن الآن البحر يتجمّد متأخّراً جداً لدرجة أن الجليد مسطّح تماماً، وكان عليها ترك جروها في العراء. هذه التغيّرات في الجليد قد تفيد الدببة حالياً، ولكن على المدى الطويل، سيعقب هذا انهيار في أعداد أهمّ فرائسها. هذا الجليد المسطّح الجديد يجعل حياة الدببة صعبةً أيضاً.
لا يُوجد مكان لتختبئ فيه لتتسلّل إلى الفقمة خفيةً. ليس من السهل التسلل خفيةً بالنسبة إلى أمّ تجرّ ديسماً صغيراً خلفها. لا يقدّر الديسم بعد الحاجة إلى الحذر حينما يتسلّل خفيةً نحو فقمة.
مع وجود فقمات أقلّ في عرائن، تعلّم أسلوب الضرب بقوّة هذا، والذي كان مفيداً فيما مضى، لا فائدة منه الآن. مع ذلك، على الأقلّ اكتشف كيف تبدو حفرة الفقمة. تعرف أمّه أن الطقس الملبّد بالغيوم ملائم للصيد، وهو يعرف عندما تكون جادّةً.
تشكّل الفقمات البالغة وجبات أفضل. يسير الديسم بحذر وراءها، ويحذر ألّا يخرج عن خطّها، ولا أن يطأ الأرض بشكل خطأ. يجب أن يتحرّكا كأنهما واحد.
تنتهي معظم عمليّات صيد الفقمة بالفشل. يجب أن يستمرّ الدبّان في البحث. يتجوّل ديسمها بعيداً، وينال فرصةً أخرى.
جرو فقمة وحده على الجليد. إنه لا يحتاج إلى التسلّل خفيةً بل إلى الثقة بالنفس. لا يُوجد ما يمكن للأمّ فعله، سوى الأمل أن يتمكّن جروها من العودة إلى حفرتها في الوقت المناسب.
يتردّد الصيّاد الصغير عديم الخبرة. تعرف أمّه ما هو أفضل. آمن تحت الجليد.
الدببة القطبية حيوانات مفترسة متأقلمة، ولكنها تعتمد على الجليد البحري. إن اختفى، فستختفي الدببة. الصيف في الحافّة الجليدية للقطب الشمالي الكندي، والتراجع السنوي للجليد البحري ما زال يحدث.
يصل الرحّالة أثناء ذوبانه. الحوت وحيد القرن، إنه أصل أسطورة وحيد القرن الخرافي. في الواقع، ليس نابها البالغ 3 أمتار إلا سناً نابية مفرطة النمو، ولكن وظيفة الناب بالضبط، مثل الكثير من الأمور المتعلقة بالحوت وحيد القرن، ما زالت لغزاً تقريباً.
في كل صيف، يسافر الحوت وحيد القرن إلى نفس المكان من القطب الشمالي، وينتظر بصبر عند الحافّة الجليدية حتى ينفتح شقّ. إنه طريق في الجليد، واسع بما يكفي لتسبح عبره. في النهاية، يظهر الشقّ.
إنه ممرّها نحو خلجان ضحلة ومحمية. الحوت وحيد القرن خجول جداً ونادراً ما تمّ تصويره تحت الماء. ترتحل هذه الحيتان الجليدية عبر الشقوق حالما تنفتح، لأنها آمنة من الحيوانات المفترسة ويحميها الجليد.
وقد تمنحها الشقوق مدخلاً إلى مناطق غذاء جديدة. الجليد البحري ليس بالغ الأهمّيّة فحسب لحياة هذه المخلوقات التي تعيش حول القطبين. إن له دور مهمّ في تحديد مناخ الكوكب كلّه.
يبقي السطح الأبيض الأرض باردةً عن طريق عكس معظم الطاقة الشمسية إلى الفضاء. السطح الداكن يفعل العكس، يمتصّ أكثر من 90 بالمئة من طاقة الشمس ويزيد من حرارة الأرض. ومع تقلّص مساحة الجليد البحري، بدأنا نفقد أحد الدروع البيضاء التي تحمي كوكبنا.
طوال آلاف السنوات، كان هناك توازن في تقدّم وتراجع الجليد البحري، ولكن لم يعد هذا ما يحدث. اليوم وأثناء شهور الصيف، يُوجد غطاء من الجليد البحري أقلّ بنسبة 40 بالمئة مما كان عليه عام 1980. يزداد دفء القطب الشمالي بضعف معدّل أي مكان آخر على كوكبنا.
بحلول عام 2040، سيكون المحيط هنا خال من الجليد إلى حدّ كبير في أثناء شهور الصيف. وحتماً سيكون لفقد الجليد عواقب مدمّرة لكل الكائنات التي ما زالت تعتمد عليه. الساحل الشمالي الشرقي البعيد لـ"روسيا".
هذا أكبر تجمّع لحيوان الفظ في الكوكب. خرج أكثر من 100 ألف منها من البحر على شاطئ واحد. إنها تفعل ذلك يأساً وليس اختياراً.
موطنها الطبيعي على الجليد البحري. ولكن الجليد تراجع بعيداً إلى الشمال، وهذا أقرب مكان لمناطق تغذيتها حيث يمكنها أن ترتاح. على هذا العجل أن يظلّ قريباً من أمّه، ولكن المكان شديد الازدحام.
الطريقة الوحيدة لعبور الحشد هي التسلّق فوق الأجساد المتلاصقة. يمكن أن يُسحق من بالأسفل حتى الموت. قد يحدث تدافع مذعور فجأةً.
في هذه الظروف، تشكّل حيوانات الفظ خطراً على أنفسها. تمكن بعضها من العثور على مكان بعيداً عن الحشود. تتسلّق تلالاً ترتفع 80 متراً، إنه تحدّ مذهل لحيوان يزن طناً ومعتاد على الجليد البحري.
على الأقلّ في الأعلى هنا يُوجد مكان للراحة. حيوان الفظ ضعيف النظر خارج الماء، ولكن يمكنه الشعور بالحيوانات الأخرى في الأسفل. مع شعورها بالجوع، تحتاج إلى العودة إلى البحر.
وفي يأسها لفعل هذا، تسقط المئات منها من ارتفاعات ما كانت ينبغي أن تتسلّقها. هذه التجمّعات الضخمة لحيوانات الفظ أصبحت الآن تحدث كل عام تقريباً. حياة حيوانات الفظ، مثل حياة الدببة القطبية والفقمات، تتغيّر.
كلّها تعيش على حدود التغيّر المناخي، وكلّها تعاني كعاقبة لذلك. حالياً، يعود الشتاء القطبي الشمالي ويتشكّل الجليد البحري من جديد. تمّت استعادة النظام.
إنه عون للمخلوقات الكثيرة التي تعتمد على الجليد. ولكن إلى متى ستظلّ عوالمها المتجمّدة جزءاً من الحياة على كوكبنا؟ الرجاء زيارة الموقع الظاهر على الشاشة لمعرفة ما علينا فعله الآن للحفاظ على الحياة البرّيّة القطبية.