لطالما تساءلت، لماذا يجب أن نستمع كل ليلة إلى حال البورصة؟ 70 سهماً تغلق على ارتفاع قياسي حتى الآن. . .
ارتفاع هائل للأسهم. . .
سجلت أرقاماً قياسية في العروض العامة الأولية المستثمرون ممن ركبوا الموجة. . .
عندما تزدهر البورصة، يجعلوننا نعتقد أن الاقتصاد يزدهر. "وتيرة قياسية" وفي "أمريكا"، كانت البورصة تزدهر بشكل عام منذ نحو 40 سنة. إذا انهارت البورصة، تتبدد معها الثروات ورخاء الاقتصاد الأمريكي.
تشير البورصة إلى أننا في طريقنا إلى الازدهار. سوق الأسهم المرتفعة بشدة ستكون من مصلحة الجميع. ارتفعت قيمة البورصة قرابة 3 تريليونات دولار منذ الانتخابات.
ولكن إذا أضفنا جميع السلع والخدمات التي تُباع وتُشترى في "الولايات المتحدة"، فإن الاقتصاد الفعلي، لا ينمو بالسرعة المعهودة. إذ بالكاد تحرك معدل الأجور منذ عقود ومعدل الدخل الصافي للعائلة الأمريكية لم يتعاف بعد من الركود الكبير. ما الذي تقيسه البورصة بالضبط إذن؟ "مسلسلات NETFLIX الوثائقية الأصلية" البورصة هي مقياس ازدهار "أمريكا".
انظروا إلى مؤشر "داو"، لقد ارتفع بنسبة. . .
سجل مؤشر "ناسداك" أخيراً 5000 نقطة. يتوق المستثمرون. .
. الحصص! نوع جديد من التهافت على الذهب جميعنا نراقب هذا التوسع الاقتصادي العالمي.
. . دخلنا الآن مرحلة تاريخية.
. . إعادة شراء الأسهم.
. . إنها فلسفة معتلة في جوهرها.
"البورصة" لفهم ما تقيسه البورصة، من المفيد أن نتخيل مؤسسة بسيطة جداً مثل كشك الليموناضة. "جيل" تحقق نجاحاً كبيراً. ولكنني أفكر في مشروع أكبر.
حاولت الحصول على قرض ولكن المصرف قال إن المخاطرة كبيرة. لم يُقبل المستثمرون الأثرياء على الشراء. كان لدى "جيل" خيار آخر.
يمكنها أن تؤسس شركة عامة وتمنح كل الراغبين فرصة للاستثمار في شركتها. هناك ما يُدعى بالعرض العام الأولي. يدفع المستثمرون مبلغاً معيناً، دولار مثلاً، لامتلاك قسم صغير أو سهم في شركة "جيل".
تبيع "جيل" مجموعة من الأسهم. وتزدهر إمبراطورية الليموناضة خاصتي! صحيح، تستطيع "جيل" أن تستخدم المال في افتتاح أكشاك جديدة، مما يعني المزيد من الأرباح.
تستطيع "جيل" أن تستثمر جزءاً من هذه الأرباح في تطوير سلع جديدة. يمكنها أيضاً أن تعيد بعضاً من هذا المال إلى المستثمرين. وتُدعى هذه بالحصص.
ليس عليها أن تفعل ذلك ولكن هذا يزيد من حماسة الناس بشأن شركتها ويزيد من احتمال شرائهم لأسهمها، مثل "سام"، الذي كان مريضاً في يوم العرض العام الأولي، ولكنه يرى أن. . .
"جيل" هي أذكى فتاة في العالم كله، وأعرف أن مسألة كشك الليموناضة ستحقق نجاحاً كبيراً. فعرض أن يشتري بعض الأسهم من إحدى اللواتي استثمرن في الأصل بضعف السعر الذي دفعته لقاءها. - إنه يفكر.
. . - إذا تابعت "جيل" بالوتيرة نفسها، يمكنني أن أبيع هذه الأسهم بمبلغ أكبر لاحقاً.
هذه هي البورصة، أشخاص يبيعون ويشترون أجزاءً صغيرة من شركات، بحسب ما ستبلغه قيمة الأسهم في المستقبل برأيهم. إلا أنه في الواقع، يحدث هذا آلاف المرات في الثانية في كل أنحاء العالم. ثمة بورصات في كل مكان ولكن بورصة "نيويورك" هي الساحة الكبرى.
إنها موجودة منذ عام 1792 حين قام 24 سمسار بورصة بارتداء أجمل بدلاتهم وقبعاتهم واجتمعوا تحت شجرة في شارع "وول ستريت" في "نيويورك". اليوم، بات المكان هو حيث يتم تداول أسهم شركات تقليدية كبرى مثل "أي بي أم" و"جي إي". مؤشر "ناسداك" أشبه بالشقيق الأصغر والأروع.
وُلد مؤشر "ناسداك" عام 1971 وليس له موقع محدد، إذ تتم جميع التداولات إلكترونياً. وهناك نجد الشركات التكنولوجية مثل "آبل" و"فايسبوك". إذن في "أمريكا"، إذا أردت معرفة وضع سوق الأوراق المالية، يجب أن تعرف وضع هاتين البورصتين.
وهنا يأتي دور المؤشرات. تأخذ المؤشرات مجموعة كبيرة من أسعار الأسهم وتحولها إلى رقم نظيف. يتتبع مؤشر "إس أند بي 500" 500 من كبرى الشركات في البورصتين فيما يُعدّ مؤشر "داو" أكثر حصرية ويتابع 30 شركة فقط يعتبرها الأهم.
عام 2015، تخلى عن شركة "إيه تي أند تي" واستبدلها بشركة "آبل". مؤشرا "داو" و"إس أند بي" هما مؤشران أمريكيان كبيران ولكن للدول الأخرى مؤشرات خاصة بها لقياس سوق الأوراق المالية لديها. مؤشر الأسهم الألمانية، "داكس".
. . مؤشر بورصة "لندن"، "إف تي إس إي 100".
. . مؤشر "نيكي".
. . مؤشر "شنغهاي".
. . اليوم، يتم تداول أسهم العديد من الشركات الكبرى في العالم في الأسواق العامة، ولكن لم تكن الحال هكذا دائماً.
كان هناك رجل واحد، وغالباً ما كان رجلاً واحداً، هو من يتخذ القرارات كلها. الشركات الكبرى في القرن العشرين، بمعظمها في ذاك الوقت، كان فيها مساهم واحد فقط مثل "أندرو كارنيغي". "(أندرو كارنيغي)، فولاذ" و"فاندربيلت"، "(كورنيليوس فاندربيلت)، سكك الحديد" و"روكفيلر".
"(جون روكفيلر)، نفط" لقد تحكّم هؤلاء بشركاتهم بصرامة. بدأت هذه الأمور تتغير في بداية القرن الـ20. وبدأنا نشهد ظهور شركات مثل "جنرال موتورز" و"جنرال إلكتريك" و"أر سي إيه".
اكتشفت الشركات ما اكتشفته "جيل"، وهو أنها إذا سمحت للعامة بشراء الأسهم، يمكنها أن تنمو بسرعة أكبر. يريد المساهمون أن يكسبوا المال. لذا، إن اتخذ المدير العام التنفيذي قراراً سيئاً، سيبدؤون ببيع أسهمهم مما سيؤدي إلى هبوط الأسعار.
والعكس صحيح أيضاً، فإن احتمال الربح المستقبلي يشجع الناس على المخاطرة والاستثمار في أفكار جديدة. هذه هي الفكرة من البورصة كمحرك إيجابي. فهي تدفع الشركات إلى اتخاذ قرارات سليمة، ليكون لديها المزيد من المال لتدفعه للمساهمين، والمزيد من المال لتنمو وتخلق فرص عمل وهذا مفيد للجميع.
بحلول منتصف القرن الـ20، المؤسسة الأمريكية العامة أثبتت نفسها كإحدى أقوى المنظمات وأكثرها فعالية وفائدةً في العالم. هناك شعور بالازدهار المتنامي وشركة الهاتف هي مشارك ممتن. في العقود التالية للحرب العالمية الثانية، ساهمت البورصة في تحقيق ذروة الازدهار الأمريكي المشترك.
بدأت المرحلة الجديدة، لنجعل النظام أكثر ديمقراطية وننمي تدفق رأس المال لتمويل الأعمال. كان يُفترض بالمؤسسة أن تكون فعلاً وسيلة لتأمين فرص الاستثمار، ليس لأصحاب الثروات الضخمة فقط، بل للأمريكيين العاديين أيضاً. وهي تأتي بعائدات مرتفعة للمستثمرين.
ألا تظن أن علينا أن نستثمر يا عزيزي؟ ملايين الوظائف الآمنة وذات الأجور الجيدة أثمرت سلعاً مبتكرة بيعت في كل أنحاء العالم. اعتبر المدراء والمسؤولون التنفيذيون أنفسهم أولياء أو مؤتمنين على المؤسسات العامة الكبرى التي كان يُفترض بها أن تخدم ليس المساهمين وحسب، بل أيضاً حاملي السندات والمزودين والموظفين والمجتمع ككل. قدّمت "بويك" سلعاً تناسب الجميع، رجالاً ونساءً.
وتدخّل مدير عام "بويك"، "أيفان وايلز". شركة "دوبون". .
. اتحدت الكيمياء المعاصرة والصناعة المعاصرة لخدمة "أمريكا" المعاصرة. ساهمت هذه المؤسسات العامة في بناء الطبقة الوسطى الأمريكية وبالنسبة إلى من عرفوا كيف يتعاملون مع الأمر، فإن تداول الأسهم قد يحقق لهم ثروات.
مثل هذا الرجل. أعمل في سكة الحديد. .
. الموسيقى الشعبية هي هوايته فقط، لكنه الملياردير المستثمر. .
. "وارين بافيت". .
. أكبر عملاق في "وول ستريت". المستثمر الأشهر في "أمريكا".
تبلغ ثروة المستثمر "وارين بافيت" 84 ملياراً. يشتهر "بافيت" بأسلوب استثمار محدد. الاستثمار بالقيمة، التحليل الدقيق للشركة، مراجعة بيان الميزانية، التدقيق في أعمال الشركة.
لكن إن لم يكن لديكم الوقت لفعل ذلك، إليكم نصيحة من الرجل نفسه. اشتروا صندوق مؤشر "إس أند بي 500" منخفض السعر. الصندوق المرتبط بمؤشر يضع القليل من أموالكم في جميع شركات المؤشر.
وهكذا ترتبطون بالبورصة ككل لتستفيدوا منه. أما الخيار الثاني فهو أن تعطوا أموالكم للمستثمرين المحترفين الذين سيحاولون التغلب على البورصة مقابل أجر. راهن "بافيت" مرة صندق تحوّط بمليون دولار على أنه على مدى 10 سنوات، سيجني صندوق المؤشر أموالاً أكثر، وكسب الرهان.
اختيار الأسهم لعبة صعبة ولكن ثمة استراتيجية شائعة. هذا الرجل هو "جون ماينارد كينز". قد تتذكرون شاربه الأسطوري.
فهو من ابتكره. فاز "كينز" بجائزة "نوبل" وكان من أكثر علماء الاقتصاد تأثيراً في القرن الـ20. ولاحظ أن الصحف تفعل شيئاً معيناً.
كانت الصحيفة تكرّس صفحة كاملة لصور وجوه جميلة وكان يُفترض أن تختار أجمل 6 وجوه وتضعها بالترتيب وترسل إجابتك إلى الصحيفة. كانت الصحيفة تصنّف الوجوه بحسب عدد الأصوات التي تنالها وكان الفائز من يتطابق اختياره مع اختيار أكبر عدد من الناس. لنفكر في هذه المسابقة.
هل أختار ما يبدو لي أجمل الوجوه؟ لا، علي اختيار ما يجده الآخرون أجمل الوجوه. هذا ما يحصل في البورصة. ليست القيمة الفعلية للشركات هي ما يحرك أسعار أسهمها.
بل القصة الأكثر شعبية التي يصدقها الناس عن هذه الشركات. أحياناً، تكون القصص مدعومةً بوقائع. تراجع سهم "تشيبوتلي" لأكثر من ثلث قيمته.
حصل هذا بعد وقوع عدة إصابات بما فيها الإشريكية القولونية والسلمونيلا والنوروفيروس التي ارتبطت بالسلسلة. فضيحة انبعاثات هزت "فولكسفاغن" وأدت إلى هبوط سعر أسهمها بشكل كبير. ولكن أحياناً لا تكون هذه القصص صحيحة.
تشكل شركات الإنترنت الاستثمارات الأكثر شعبية وربحية منذ زمن. لقد رفعت قيمة الأسهم بشكل خيالي. "لايكوس" و"إكسايت" و"ياهو".
. . تستمر أسهم شركات الإنترنت بارتفاعها المكوكي.
كانت القصة السائدة في التسعينيات هي أن شركات الإنترنت ستسيطر على السوق. وأن على هذه الشركات ألا تحاول جني الأرباح. هذه قصة جيدة وهي صحيحة جزئياً.
هناك شركات مثل "أمازون" و"غوغل". لكن المشكلة هي أن أحداً لم ينجح في تقييم القصة وتحديد مدى ارتفاع البورصة. هل هو ارتفاع بلا حدود؟ هل تغير الاقتصاد إلى الأبد؟ تعرف أن ثمة خطباً عندما يتحدث الجميع عن شيء كهذا.
إنه مثل الفقاعة. إنه تأثير تراكمي. يستمر بالتزايد ولكن لا يمكنه الاستمرار إلى الأبد.
شهر عسل شركات الإنترنت يشارف على نهايته في أنحاء عدة من العالم. الكثير من شركات الإنترنت تواجه الهلاك. اختفت 300 ألف وظيفة تقنية.
تم وصف الأمر بأنه يخطف الأنفاس. تراجعت النقاط في سابقة لم تشهد لها السوق الأمريكية مثيلاً، وتركت التجار والمستثمرين في حالة صدمة. عندما انفجرت فقاعة سوق الأوراق المالية، لم تؤذ المستثمرين وحسب، بل أحدثت فوضى في الاقتصاد كله.
قد يفقد ملايين الناس وظائفهم، وقد تنهار شركات، وكاد الناس يخسرون تعويض نهاية خدمتهم. ولكن حتى عندما تكون البورصة مزدهرة والمستثمرون يكسبون المال، يمكن لذلك أن يؤذي الاقتصاد أيضاً. إننا نتجه نحو أسوأ أزمة نقص في الطاقة منذ الحرب العالمية الثانية.
بدأ السائقون يقفون في الصف قبل الفجر على أمل التزود بالوقود ليقضوا يومهم. هل أنت مستاءة من ارتفاع الأسعار؟ أنا محبطة جداً وأشعر بالاشمئزاز من الوضع برمته. كان هناك شعور عام بالقلق من أن خطباً ما حدث في الاقتصاد الأمريكي.
وفي النهاية، أُلقي اللوم على المؤسسات العامة الكبرى وطريقة عملها وإدارتها. إليكم "ميلتون فريدمان"، المحرّك الأساسي في إلقاء اللوم. إنه عالم اقتصاد شهير دُعي للمشاركة في برامج حوارية شعبية ليساعد الناس على فهم فلسفته.
هل شككت يوماً بالرأسمالية؟ وإن كان من الجيد العمل انطلاقاً من الشعور بالطمع؟ أتعرف أي مجتمع لا يحركه الطمع؟ أتذكرون العجلة؟ لم يكن "فريدمان" من المعجبين بها. برأيه، يجب أن تتضمن أمراً واحداً، المساهمين. عام 1970، نشر دراسة حققت نجاحاً كبيراً.
المقال الشهير الذي نُشر في "نيويروك تايمز" وقال فيه إنه لأن ملكية المؤسسات عائدة إلى المساهمين فيها، فإن الواجب الوحيد للشركة كان تحقيق الأرباح. شخصية "غوردون غيكو" في فيلم "وول ستريت" تجسد فلسفة "فريدمان". أنتم تملكون الشركة.
هذا صحيح، أنتم المساهمون، وجميعكم تعرضتم للخداع من قبل هؤلاء البيروقراطيين. الطمع، إذا صح التعبير، هو أمر جيد. وأخذت المؤسسات بنصيحته.
بدؤوا بربط راتب المدراء التنفيذيين الكبار بأداء سعر الأسهم في البورصة. إذا كان 80 بالمئة من راتب المدير العام التنفيذي مبنياً على أداء سعر السهم في العام التالي، فسيحرص المدير حتماً على أن يرتفع سعر السهم. حتى إن كانت النتائج ستؤذي الموظفين والزبائن والمجتمع والبيئة وحتى المؤسسة نفسها على المدى الطويل.
استثمر المدراء التنفيذيون أموالاً أكثر لرفع سعر السهم على المدى القصير، مثل الحد من النفقات أو إعادة شراء مجموعة من أسهم شركاتهم للحد من الأسهم المطروحة في السوق ورفع الأسعار بطريقة مصطنعة. بين عامي 2007 و2016، هكذا قامت شركات في مؤشر "إس أند بي 500" بإنفاق أكثر من نصف عائداتها. كذلك أُنفقت 39 بالمئة أخرى ودفعتها لمساهميها على شكل حصص بحيث لم يبق لها ما يكفي لزيادة الأجور أو التوسع أو تطوير منتجات جديدة، وهذه أمور جيدة للاقتصاد على المدى البعيد.
إن كانت لديك رؤية طويلة المدى، بأنك بعد 100 سنة من الآن، ما زلت تريد للشركة ان تكون موجودة، ربما تصنع الشركة شيئاً مختلفاً، ولكنك ستظل راغباً في العمل في المجال. لذا الخيارات التي تتخذها بشأن الاستثمارات والناس ورأس المال تكون مختلفة مما إذا أردت الاستثمار وتوليد أرباح خلال 24 شهراً. عام 2012، كانت شركة "واساو" للورق تقوم بالاستثمار لتحويل مصانعها من صناعة أوراق الطباعة والكتابة إلى صنع المناديل الورقية.
ولكن اشترى صندوق تحوّط مجموعة من الأسهم ودفع بالشركة إلى الحد من نفقاتها بدلاً من ذلك. وكانت حجتهم أنه لا داعي للقيام بذلك. وأنهم يفضلون أن نزيد الحصص.
نحن كإدارة، اعترضنا على ذلك. قدمنا تنازلات وعرضنا أن نخفض رواتبنا ليظل باب الحلول مفتوحاً. تقول شركة "واساو" للورق إنها تنوي إغلاق مصنع "بروكاو" بحلول 31 مارس.
. . لتترك نحو 450 شخصاً من دون عمل.
هذا الخبر مأساوي، ليس فقط بالنسبة إلى العمال الذين سيخسرون وظائفهم بل لمجتمع "بروكاو" حيث كانت بداية شركة الورق. في 7 ديسمبر، ولن أنسى هذا اليوم أبداً، لم يكن تاريخ "بيرل هاربر"، بل كنت أدفن والدي في ذلك اليوم، وفقدت وظيفتي في اليوم نفسه. ثم في اليوم التالي، ذهبت إلى العمل وكانت الفوضى عارمة.
أناس يبكون. . .
ويتساءلون عن السبب. كان الأمر صادماً. ما شغلني هو أننا تطورنا لتحقيق هذه الرؤية القصيرة المدى بشأن حقوق المساهمين، مقابل رؤية طويلة المدى بشأن مسؤوليات المساهمين.
ساد هذا الاتجاه لفترة وازداد قوة وأهمية. وقد هدد فعلاً قدرة مؤسساتنا على ملاحقة المشاريع التي تؤدي إلى استدامة مؤسساتية طويلة المدى وإلى نمو اقتصادي. طرد عمال وإغلاق مصانع وإبقاء الرواتب منخفضة.
هذه الأمور سيئة للاقتصاد بشكل عام ولكنها قد تكون رائعة بالنسبة لمكاسب الشركة على المدى القصير وهذا ما يهم البورصة. شهدت البورصة بداية مذهلة. .
. رقم قياسي جديد اليوم. .
. يوم تاريخي في بورصة "وول ستريت". .
. يتقدم الاقتصاد الأمريكي ومعه المضاربون في "وول ستريت". كان هذا يوماً مهماً في "وول ستريت".
. . ارتفع مؤشر "إس أند بي 500" إلى معدلات تاريخية جديدة.
ومع نمو البورصة، ارتفعت معه رواتب المدراء العامين التنفيذيين. في عام 1973، كان معدل راتب المدير العام تنفيذي يفوق بـ 22 مرة راتب العامل العادي. عام 2016، بات يفوقه بـ271 مرة.
مع ازدهار البورصة، قل عدد الأمريكيين المستفيدين منه. انخفضت حصة الأمريكيين الذين استثمروا في البورصة إلى أدنى مستوياتها منذ 20 عاماً، مع انسحاب الطبقة الوسطى. وليس من المفاجئ أنه مع ارتفاع سعر الأسهم في "الولايات المتحدة" زاد معه التفاوت.
ولكن لا داعي لأن تكون الأمور بهذا الشكل. تمنح البورصة الناس الفرصة ليقرروا أي شركات تستحق النجاح وأي أفكار تستحق المراهنة عليها. هناك جاذبية في منح الناس ألعاباً يلعبونها.
ننظر إلى الدول الناجحة وجميعها لديها أسواق أسهم والدول التي حاولت أن توقفها تبدل رأيها وتعيد تأسيسها الآن. يستطيع المساهمون التأثير على أداء الشركات والمصالح التي تأخذها في الحسبان. يفكر معظمنا في المستقبل البعيد.
إننا نهتم لأمر جيراننا وأولادنا وأحفادنا. لدينا قيم وأخلاق ونريد أن تكسب شركاتنا المال عبر القيام بأمور مفيدة للعالم وليس عبر أذية الناس وتدمير العالم. وهذا ما يريده فعلياً معظم المساهمين.