"مسلسلات NETFLIX الوثائقية الأصلية" منذ 50 عاماً فحسب، غامرنا أخيراً بالوصول إلى القمر. لأول مرة على الإطلاق، ننظر إلى كوكبنا. منذ ذلك الحين، تجاوز عدد البشر الضعف.
ستحتفي هذه السلسلة بعجائب الطبيعة الباقية وتكشف عما يجب أن نحافظ عليه للتأكّد من ازدهار الناس والطبيعة. ما زالت الأرض تحتوي على محميّات، وأحياناً، تحتوي على تجمّع مذهل للحياة البرية. إنها توفّر مساحة ضرورية، ولكنها تختفي بسرعة.
"من الصحاري إلى المراعي" خمس اليابسة في كوكبنا مغطّى بالصحراء. وأكثرها جفافاً هي صحراء "أتاكاما" في "أمريكا الجنوبية". تُوجد أماكن هنا حيث لم يُسجّل فيها هطول أمطار قط.
قد تبدو الصحاري قاحلةً وخاويةً، ولكنها بالغة الأهمّيّة للحياة. إنها توفّر ملاذاً بالغ الأهمّيّة، لمن يستطيعون التغلّب على تحدّياتها. طيور الغاق السقطري، تبرز من عاصفة رملية في الصحراء العربية.
خلاء هذه المنطقة هو ما جلبها إلى هنا، وقد جاءت في أعداد ضخمة. 50 ألفاً منها. وهو ربع عددها الإجمالي.
لقد جاءت لأنه يمكنها التكاثر هنا. . .
من دون إزعاج. لكن التعشيش في الصحراء أمر صعب. قد تصل درجات الحرارة إلى 40 مئوية.
ومع كذلك، كل من البالغين وصيصانها البيضاء مستعدّةً لهذا التحدّي. إنها تبرّد أنفسها باللهاث. تتجمهر حول أي بالغ يبدو أنه يحمل طعاماً في حوصلته.
لن يعطي الطائر البالغ طعاماً إلا إلى صوصه، والذي لا بدّ أنه هنا في مكان ما. تطارد الصيصان الطائر البالغ في الصحراء. لم يحالفهما الحظّ.
الآن عليهما العودة سريعاً إلى أمان المستعمرة. توفّر هذه الصحراء لطيور الغاق أكثر من مجرد ملاذ آمن. في كل صباح، يبدأ تحرّك ضخم.
إنها ساعة الزحام. لسان بحري ضحل، بالقرب من المستعمرة مليء بالطعام. يأتي هذا الغنى من الصحراء نفسها.
الغبار الذي تذريه الرياح من الأرض، يحتوي على مغذّيات تخصّب المياه المحيطة. لذا، الصحراء نفسها هي ما يخصّب البحر. في "عُمان"، أثناء الرياح الصيفية الموسمية، يصل الضباب من البحر، ليغطّي جبال "ظفار".
يجلب الضباب ما يكفي من الرطوبة لريّ القليل من الغطاء النباتي، وتصبح هذه النباتات الخضراء المتناثرة محور الحياة. يجب على الوعول أن تعبر الجروف العمودية لتصل إلى أحد الينابيع القليلة. ولكنها متوتّرة، وهذا لسبب وجيه.
فهد عربي، واحد من أقلّ من 200 فهد نجا في البرية. منطقة هذا الذكر تمتدّ لأكثر من 350 كيلومتراً مربعاً من الجبال الشاهقة والوديان العميقة. المنطقة الجنوبية من شبه الجزيرة العربية هي إحدى الأماكن القليلة المتبقّية حيث تُوجد فرائس كافية لتغذية مجموعة من هذه الفهود.
ولكن رغم ذلك، يُوجد على الأرجح أقلّ من 60 فهداً في مساحة أكبر من 15 ألف كيلومتر مربع. لطالما كانت هذه الفهود نادرة، ولكن الآن الصراع مع الناس يتسبّب في نقص أعدادها أكثر. لم يتبقّ سوى القليل من الفهود، لذا ما تلتقطه كاميراتنا الخفية الآن يكاد يكون معجزة.
أنثى فهد، وهي تقتفي آثار ذكر. تصبح مثل هذه اللقاءات نادرة جداً. هذا الاتّحاد القصير جداً قد يضمن مستقبلاً قصير المدى لهذه الفهود.
ولكن على المدى الطويل، سيعتمد مصيرها على حماية منطقتها. في شمال جبال "ظفار"، يقع مكان يحتوي على خلاء يكاد لا يمكن تصوّره. "الربع الخالي".
اسم المكان ذاته يحمل رنين روايات هذه الأراضي الصحراوية. هذا أكبر بحر رمال في العالم. تُوجد فيه مناطق لم يزرها بشر قط.
يستطيع أعظم المتخصّصين في الصحراء وحدهم أن يصمدوا هنا. المها العربية. مناطقها شاسعة، تمتدّ إلى أكثر من 3 آلاف كيلومتر مربع.
هذه واحدة من ملاجئها الأخيرة. تمّ صيدها من قبل حتى شارفت على الانقراض، ولكنها الآن استعادت منطقة أسلافها. عادت إلى ديارها بمساعدة المحافظين على البيئة.
ولكن لا يمكن لإعادة التوطين إنقاذ كل حيوانات الصحراء. أفيال الصحراء. تبقّى منها أقلّ من 150 فيلاً، هنا في "ناميبيا".
هذه الصحراء العتيقة يمرّ فيها مجاري أنهار جافة، والتي نحتتها مياه تتدفّق ليوم أو يومين فقط في العام. على الفيل البالغ أن يجد 200 كيلوغرام من الطعام كل يوم حتى لا يتضوّر جوعاً. لذا، بالنسبة إلى هذه الأفيال الناجية، ما الحياة إلّا رحلة لا تنتهي.
يقود القطيع أنثى عجوز، الأمّ القائدة. إنها تقود عائلتها إلى مكان خاصّ حيث ينبغي أن يتواجد الطعام حتى في وقت الجفاف. عرفت بوجوده من أمّها، قبل سنوات عديدة.
والآن، تعلّم دغفلها كيف يصل إلى هناك. الأفيال ليست وحدها التي تبحث عن طعام. أسود الصحراء.
إنها نادرة مثل الأفيال. الدغفل تحميه أمّه. لذا تتركها الأسود تمرّ.
الأشجار التي في الأفق علامة على وجود مياه. مجرى النهر جاف. ولكن أشجار السنط ما زالت خضراء.
ولكن تُوجد مشكلة. في هذا الوقت من العام، قرون بذور شجر السنط تغطّي الأرض عادةً. وهي طعام دسم للأفيال.
ولكن في هذا العام، فشل المحصول. قادت الأمّ القائدة قطيعها إلى هنا بلا طائل. حتى الفروع المورقة للأشجار بعيدة عن متناولها.
لا تملك العائلة خياراً سوى المضي قدماً. فيل ذكر، يصل طوله إلى 4 أمتار تقريباً. يمكنه الوصول إلى داخل ظلّة الشجرة، ويمكنه أن يكون الحلّ لمشكلتها.
الأنثى العجوز عرفته طوال حياتها ولجأت إلى مساعدته من قبل. يمكن للأفيال النجاة هنا لأن المعرفة تنتقل من جيل إلى التالي. ولكن أقل من 20 أمّاً قائدةً ما زالت على قيد الحياة، وإن فُقدت معرفتها، فقد لا تتمكّن الأفيال من العيش هنا.
لا تستطيع الصحراء دعم أعداد كبيرة من الحيوانات طوال العام، وحتى الحيوانات المتأقلمة خصّيصاً مع هذه الظروف لا يمكنها النجاة سوى بأعداد قليلة. ولكن في أحيان نادرة جداً، تتحوّل الصحاري. مرة في كل عقد، قد يحدث أن تنهمر أمطار غزيرة.
هطول الأمطار لمرة واحدة قد يحوّل الصحراء إلى اللون الأخضر. في جنوب "كاليفورنيا"، يظهر التغيير من الفضاء. تزهر مئات الكيلومترات المربّعة فجأة.
إن أصبحت مثل هذه التحوّلات اعتيادية، فيمكن أن ينشأ موطن جديد. الأراضي العشبية. من إحدى أكثر المناطق الطبيعية المنتجة في كوكبنا.
إنها تدعم أعظم تجمّعات الحيوانات الضخمة على وجه الأرض. تغذّي "سيرينغيتي" قطعان حيوان النو التي يتخطّى عددها المليون. إنها تتبع الأمطار لترعى على العشب النامي حديثاً.
تجتذب هذه القطعان الضخمة الحيوانات المفترسة. 5 ذكور فهود صيّادة. من أحد أكبر التحالفات التي تمّت رؤيتها.
إنها تسيطر على منطقة مساحتها 450 كيلومتراً مربعاً. تقوم بحراستها معاً، وذلك يجذب الانتباه. تحتاج إلى تغيير في الاستراتيجية إن كانت تريد أن يُكلّل صيدها بنجاح.
تحتاج إلى غطاء. النو البالغ خصم قويّ. تبدأ 4 حيوانات من الفهد الصيّاد المطاردة، تسير في اتّجاه الفريسة مباشرةً.
ينسلّ الخامس خفيةً حول الجانب. تحتاج إلى الاقتراب كثيراً قبل أن تقوم بعدوها السريع الأخير. كادت تصل.
تخرج الـ5 فهود من مكامنها، ويطارد كل قطّ هدفاً مختلفاً. إنها فوضى. فهد صيّاد واحد ليس قوياً كفايةً ليقاوم غنيمته.
يجب أن تعمل معاً. تستمرّ هذه الدراما لأن "سيرينغيتي" محميّة، وهي محميّة لأكثر من 65 عاماً. ولكن "سيرينغيتي" استثناء.
تستمر أماكن الأرض العشبية بالاختفاء في أرجاء الكوكب. قبل 180 عاماً، قطعان حيوانات البيسون التي بلغ عددها الملايين، كانت ترعى في "السهول العظمى" في "أمريكا الشمالية". تجوّلت عبر أرض عشبية أكبر من "سيرينغيتي" بـ100 مرة.
كان هذا الغرب الجامح حقاً. في كل صيف، خارت الذكور في وجه تحدّياتها وتقاتلت على حيازة الإناث. ومع زيادة حدّة الشبق، زادت وحشيّة القتال.
ولكن اليوم معظم الأرض العشبية صامتة. ذبح البشر القطعان العظيمة. لم يتبقّ سوى أقلّ من 30 ألف بيسون برّيّ، وفُقد أكثر من 90 بالمئة من الأرض العشبية، معظمها بسبب الزراعة.
ما نأكله وكيف ننتجه، سيحدّدان مستقبل الأراضي العشبية في كوكبنا. قد يرينا ماضينا كيف يمكننا أن نطعم أنفسنا ونترك مساحةً للطبيعة أيضاً. مروج التبن القديمة في "المجر"، ما زالت تُزرع بالطريقة التقليدية، وتوفّر مواطن لغنى استثنائي.
الفراشات كثيرة. تمتلك إحدى أنواعها دورة حياة معقّدة تكاد لا تُصدّق. فراشة "ألكون" الزرقاء.
على كل أنثى أن تتزاوج وتضع بيضها على نوع واحد من النباتات، نبات جنطيانا المستنقع. سرعان ما يفقس البيض لتخرج منه يرقات. تكون آمنةً في أعلى النباتات من الحشرات المفترسة في الأسفل.
ولكن بعدها تفعل اليرقات أمراً يبدو انتحارياً. إنها تتدلّى على خيوط حريرية إلى الأرض في الأسفل. .
. وإلى الخطر. لا تملك دفاعاً ضدّ النمل المغير، والذي يحملها وينطلق.
ولكن هذا بالضبط ما تحتاج اليرقات إلى حدوثه. إنها تنتج رائحةً مثل التي تفرزها يرقة النمل. يستجيب النمل بأخذها إلى مستعمرته.
وهناك، يضعها في حجرة الفقس في المستعمرة. اليرقات أرجوانية اللون الراقدة بين يرقات النمل البيضاء، تصدر الإشارة المناسبة. وتسرع النملات الحاضنة لإطعامها.
ولكن يُوجد المزيد. تبدأ اليرقات الآن بمحاكاة الأصوات التي تصدرها ملكة النمل، وكنتيجة لذلك، يعاملها النمل كأنها ملكة. إن قلّ مخزون الطعام، سيطعم النمل اليرقات بدلاً من صغاره.
يعطونها كمّيات كبيرة من الطعام حتى أن اليرقات تنمو إلى أحجام ضخمة. وهناك، تحت الأرض، تتغذّى اليرقات وتنمو لحوالي عامين. إلى أن يحين اليوم الذي لا يبقى للنمل ما يطعمه.
تحوّلت اليرقات إلى شرنقة. ولكن بعد بضعة أسابيع، تخرج فراشة "ألكون" الزرقاء زاحفةً. الآن، تبدأ بمغادرة المستعمرة والتي كانت دارها طوال الـ23 شهراً الماضية.
تخرج الفراشة اليافعة من المستعمرة وتتسلّق ساق عشب. يتمدّد جناحاها بينما تستعدّ للطيران والبحث عن زوج. قد توفر هذه الحياة المعقّدة الجهد على الفراشة، ولكنها خطيرة.
إن وقع أي خطب للنمل أو نبات الجنطيانا، فستنقرض فراشات "ألكون" الزرقاء. لم يتبقّ في "أوروبا" سوى أجزاء بسيطة من هذه المروج القديمة. ولكن يقع خلفها إلى الشرق، أراض عشبية والتي كانت تمتدّ على مساحة تمثّل خمس الكوكب، من "رومانيا" إلى "الصين".
تُوجد هنا أماكن ليس فيها طرق ولا سياج لمسافات شاسعة. تعشّش هنا النسور على الأرض بسبب انعدام الأشجار. في الماضي، كانت هذه النسور تفترس الظباء التي بلغ عددها الملايين.
وما زال بعضها هنا. هذا ظبي السايغا، وهو ظبي لا يعيش في مكان آخر من العالم. أنوفها المدهشة متأقلمة على وجه الخصوص لترشّح الغبار الذي تثيره أقدام القطعان الضخمة التي عاشت هنا من قبل.
وهي الآن في خطر داهم للانقراض. الصيد غير القانوني وفقدان أراضيها كان لهما تأثير مدمّر عليها. ولكن جهود الحفاظ على البيئة بدأت بإحداث فرق مؤخّراً.
ما زال هناك أمل لهذه الحيوانات ساكنة السهول. ويمكن إيجاد الإثبات على هذا ناحية الشرق أكثر في "منغوليا"، حيث ما زالت الأرض العشبية كما هي بشكل كبير. هذه خيول برزوالسكية.
قبل 50 عاماً، انقرضت في البرّيّة، ولكن نجا بعض البالغين منها في الأسر. التناسل الدقيق بين 12 منها، زاد من أعدادها حتى صار عددها كافياً لإطلاقها في السهول. هذه الخيول منحدرة منها.
كل فحل يحمي مجموعة إناث. يجب أن تكون متيقّظةً، وهي تسرع للدفاع عن القطيع، أو تطارد حصاناً يحاول اجتذاب فرس. مع تجاوز أعدادها 300 الآن، يبدو مستقبل هذه الخيول البرّيّة آمناً أكثر.
كان تعافي أعدادها ممكناً لأن السهل المنغولي الشاسع ما زال لم يُمسّ إلى حدّ كبير. هذه الأعشاب من أطول الأعشاب في كوكبنا. إنها طويلة جداً حتى أنه يمكنها أن تخفي أفيالاً.
إنها تجعل الحيوانات العملاقة التي تعيش وسطها تبدو صغيرة. آخر مكان للاختباء لوحيد القرن الهندي المعرّض للخطر. هذه هي "الهند"، أحد أكثر البلدان كثافة بالسكان على ظهر الأرض.
مع ذلك، يُوجد هنا إصرار عظيم على حماية هذه الأراضي العشبية المهمّة. كيف يمكن أن يكون شعور من يعيش في هذا العالم الكثيف، والمسبّب لرهاب الاحتجاز؟ مجرد السير قد يعني دخول منطقة خطر. تخفي الأعشاب نموراً.
تمتزج الخطوط والظلال. قد تخفي الأعشاب الطويلة نمرةً عن فريستها، ولكنها تخفي أيضاً الفريسة عنها. يجب أن تقترب إلى مسافة 20 متراً منها.
ويجب أن تعرف دائماً بالضبط أين تختبئ الفريسة. ربما فقدتها. إنها تخاطر بإلقاء نظرة.
كل غزال في المكان يعرف الآن مكان النمر بالتحديد. سمع آخرون الإشارة التي أعلنت فشلها. أشبالها.
تركتها مختبئةً في العشب. في الـ100 عام الأخيرة، انخفضت أعداد النمور البرّيّة أكثر من 95 بالمئة. ولكن هنا في "الهند"، وبالرغم من الضغط الهائل من الصيد غير القانوني، وتزايد أعداد السكّان، فأعداد النمور تتزايد.
احموا المساحات الثمينة التي توفّرها الأراضي العشبية والصحاري، وستتزايد أعداد الحيوانات. الرجاء زيارة الموقع الظاهر على الشاشة لمعرفة ما علينا فعله الآن لحماية الأراضي العشبية البرّيّة.