على وقع هزات كرشه المنتفخ يكتسح التركي ياسين جنكيز السوشيال ميديا وعلى رصيف الارداف تحقق السوريه مروه راتب ملايين المشاهدات ربما لا تستوقفنا كثيرا مؤتمرات التغيير المناخي لكن من منا لم يشاهد مقطعا البلوجر التركي كوكسال بابا [موسيقى] [موسيقى] عندما تصبح مستقطبات الشباب عباره عن مشادات كلاميه بين مشاهير ونقاش حول اجمل قميص وطله وتنفق المليارات على برامج وامسيات يجتمع فيها الخبراء لاختيار اجمل عيون او خصر منحوت في زمن لم تعد فيه المعرفه هدفا وانما القشور هي كل ما يريده الجمهور تحاول النهوض بمستوى المعرفه والغوص في الاسباب المفترضه التي جعلت الناس سدجا يجذبون دون تفكير هل التفاهه جزء
من كينونه البشر للهروب من ثقل نمط الحياه الحديثه ام انها سياسه حكومات لجعل الشعوب غارقه في السطحيه وانعدام الثقافه هل يمكن العثور على منبع الرداء الاول فلا دخان بلا نار وما هو الوريد الملائم لحقن المصل المضاد لنظام التفاهه اهلا بكم خلينا نبلش اذا كنت مخيرا ان تسلك احد طريقين الاول صعب وشاق ونتائجه بعيده اما الثاني فهو سهل وسريع ونتائجه مضمونه يتهافت اليه الناس لما فيه من شهره ومال بلا شعور ستركب الموجه وتسبح مع التيار في بحر التفاهه فهو الاسهل لتحقيق الاحلام لم يعد احد يحلم بالمعرفه بل لو سالت طفلا عن حلمه سيجيبك انه يحلم بسياره
فاخره وفتاه جميله منزل كبير وحسابات بنكيه فيها اموال كثيره ليس مهما مصدر هذا المال فهو مقدم على كل القيم جاءت التكنولوجيا الحديثه ومواقع التواصل لتحقق هذا الحلم اذ اصبح بامكان اي شخص يروج لامور تافهه لا قيمه لها ان يجني الارباح بمجرد زياده عدد مشاهداته على تيك توك او يوتيوب بغض النظر عما يقدمه متفوقا على اي محتوى هادف فهنا لا اهميه للقيمه العلميه طالما انها غير مربحه هل تعلم ان مستخدمي تطبيق تيك توك ينفقون عليه اكثر من خمسين مليون دولار امريكي مضاعفين ارباح شركه بايت دانس الملكه للتطبيق الى 34 مليار وثلاث مئه مليون دولار في العام
الماضي تعرف يشكل المراهقون وحده 40% من مستخدمي هذا التطبيق الذي يتميز بمقاطع فيديو قصيره وسريعه تحقق مجاهدات عاليه وارباحا سريعه بغض النظر عن رداءه المحتوى الذي يقدمونه ويمكن ان تصل ارباحك على تيك توك الى عشره الاف دولار شهريا اذا تم استغلال التطبيق بشكل الامثل يعني اذا كنت بتعرف ترقص منيح اي انهم يمهدون الطريق وبشكل خفي لجعل التافهين محط انظار العالم وربما قدوه لابنائي جيلهم يستحضرني هنا مقوله لي الكاتب الايطالي اسمعوني منيح هذه المواقع تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى الذين كانوا يتكلمون في القهاوي فقط دون ان يتسببوا باي ضرر المجتمع اما الان فلهم حق الكلام
مثلهم مثل من يحمي جائز نوبل صح [موسيقى] قد يتبادر لذهنك كمشاهد عربي ان التفاهه تقتصر على وسائل الاعلام المسيطره على حياتنا والتي نجحت في ترميز التافهين لكن الحقيقه انها اوسع انتشارا واعمق مما كنا نتخيل حيث وصلت للنظام الاقتصادي والسياسي وحتى المؤسسات التعليميه فقد اصبح المعلم لك اه على المعلم ملقنا للببغاوات وفقدت الجامعات دورها واصبحت مكانا لتفريخ خبراء يمثلون السلطه لا مثقفين فالمثقف يحمل التزاما اخلاقيا تجاه القيم العليا والاستاذ الجامعي الذي يسعى لجعل الطلبه علماء مثقفين بدون باي باي ويتم تنحيته لكسره نظام اللعبه فكل نشاط في الفضاء العام سياسه او اعلام او تجاره صار اقرب للعبه
يلعبها الجميع رغم ان احدا لا يتكلم عنها لا قواعد مكتوبه لهذه اللعبه لكنها تتمثل بالانتماء الى كيان كبير تستبعد القيم فيه من الاعتبار وتختزل الحياه الى مجرد حسابات ومصالح متعلقه بالربح والخساره كالمال والثروه او الشهره والعلاقات الاجتماعيه وذلك الى ان يصاب المجتمع بالفساد فيفقد الناس تدريجيا اهتمامهم بالشان العام وتقتصر همومهم على الشان الخاص ايوه على انانيه وهكذا نكون قد خضعنا للقواعد ونلعب اللعبه السؤال الذي يطرح نفسه هل يقتصر نظام التفاهه على ضعيف الفكر الذي ياخذ الامور ببساطه كما يتبادر الى الذهن بالطبع لا فالمصطلحه اعقد من ذلك بكثير نظام التفاهه يا عزيزي يعبر عن الاميين الجدد
او اشباه المثقفين اصحاب الشهادات العليا لكنهم يتميزون بالحياديه المطلقه لا يملكون ملكات المنطق ولا التفكير النقدي تسهل السيطره عليهم يعترضون ولا يعارضون وهذا هو المطلوب تماما لان الانسان الذي يفكر خارج الصندوق وخارج ما يراد له هو عشب ضاره يجب اقتلاعها هرج ومرج رقص ولعب في العالم الافتراضي وعلى ارض الواقع وشباب والمراهقون مغمسون في الانمي والببجي والرياضه والغناء فترى الناس سكارها وما هم بسكاره وعلى فكره هذه الاستراتيجيه مستخدمه في كل المجتمعاتها الغربيه والديمقراطيه والعربيه مو بس محل معين يعني فهذا الانغماس يبعد الناس عن القضايا الهامه ويخدرهم عما يحدث حولهم ويريح السلطه الحاكمه ويؤمن لها الهدوء والاستقرار
وهذا ما يتقاطع مع اهداف الشركات الراسماليه التي كرست سلطه التافهين وحولت كل شيء في العالم الى ماده استهلاكيه بالتاكيد سمعت بشركه ميتا واحده من كبرى الشركات الراسماليه العالميه والاكثر ربحا ما هي السلعه التي تنتجها وتبيعها وكيف يمكنها تحقيق الارباح شركه هذه لا تقارن حتما بشركات السيارات او المعدات الكهربائيه التي تقدم الخدمات الملموسه ولا حتى بشركات الانترنت والاجهزه الخليويه ولكنها وخلال سنوات قليله استطاعت السيطره على اغلب التطبيقات الرائجه من فيسبوك وواتساب والانستجرام وصولا الى تطبيقات الواقع الافتراضي في ار ولياقه البدنيه وحتى تطبيقات اداره علاقات العملاء لم تسلم منها منفقه على ذلك مليارات ومليارات من الدولارات فما
هو سبب هذه الرغبه الجامحه انه الاحتكار يا عزيزي والقدره على التوجيه واداره المحتوى المقدم بشكل كامل والانغماس في مزيد من التحكم بالعقول وتعويم التفاهه والتافهين والهدف الاول والاخير زياده الارباح هل سمعت بروحات nft هذه التي تباع بملايين الدولارات واشهرها لوحه باي بال مصمم الجرافيك والذي قام بجمع خمسه الاف صوره في صوره واحده وقرر ان يبيعها في مزاد علني الامر طبيعي عرضت اللوحه ووصل عدد متابعي المزاد الى 22 مليون شخص واستمر المزاد حتى بيعه اللوحه 70 مليون دولار خلينا الرقم يبدو صار لازم نتعلم تصميم جرافيك المشكله مو هون المشكله انه مشتري هذه اللوحه لن يعلقها في
قصره ويباهي بها وانما سيحصل على كود سري خاص باللوحه اي انه اشترى شيئا غير ملموس وموجود في العالم الافتراضي فقط كم من يشتري السمك في الماء نعم انه نظام التفاهه فقط من يعظم الفنان الذي يجلب المال بغض النظر عن الرساله التي من المفترض ان يحملها الله كرم البشر بالعقل وحثهم على التفكر في ملكوت السماوات والارض فعباره افلا يتفكرون ورد الثماني عشر مره في القران الكريم والنبي الاكرم لم يقدم حجه على رسالته الا وكان فريق العقل والتفكير ولم يشا له ربه ان يحقق للقوم ما كانوا يطلبونه من خوارق حسيه تخضع لها اعناقهم بسم الله الرحمن الرحيم
ان نشا ننزل عليهم من السماء ايه فظلت اعناقهم لها خادعين سوره الشعراء اربعه لياتي في هذا الزمان اناس اتهنوا تجاره الدين يسيئون للدين باسم الهدايه ويؤجر لذلك من تم تسميتهم بعلماء السلطان الذين قاموا بتسخير الدين من اجل تسفيه العقول بغيه تحقيق مارب سياسيه او ربما اطفاء الشرعيه على تصريحات لا تمد للدين بصله لكنهم يغلفونها بحبكه قصصيه قويه تشفي غليل الجمهور المتعطش للخرافات ومن بعض الهلوسات الفقهيه التي جاءت على لسان هؤلاء الدعاه في دفاعهم عن الاسلام حسب منظورهم قولهم من صوم بشهر رمضان مشان نحس بجوع الفقير الم يلزم الفقراء المسلمين بصيام شهر رمضان ايضا اذا كانوا
قد عرفوا تاثير الجوع فلا حاجه لصيامهم اذا ولا كان الصيام فرضا على الاغنياء فقط او ان ياتي احد فيقول لك بصيغه المعجزه احترق البيت كله الا المصحف ما احترق سبحان الله الم نشاهد حالات احترق فيها المصحف عمدا عن طريق اعداء الاسلام كلنا نعلم ان الله حفظ كتابه من التحريف والزياده والنقصان فلا داعي لهذا الانحياز الذي اشبه ما يكون بحيل الاطفال قد تظن ان هذه الظاهره منتشره في الدول الناميه فقط لكن في الحقيقه التفاهه تفشت في كل المجتمعات العربيه والغربيه على حد سواء فعندما يصل لحكم اقوى دوله في العالم رئيس مثل ترامب لا يفقه شيئا في
السياسه اكثر ما يفقه في المصارعه او عندما نرى طوابيرا من المهوسين يبيتون على ابواب متاجر شركه ابل قبل يوم على الاقل من اصداره للنسخه الجديده من هاتف ايفون والذي يصل سعره الى 1500 دولار فاعلم عزيزي ان التفاهه اصبحت تسيطر على العالم باسره في المانيا عقد باشراف علماء للاجتماع والتربيه مؤتمر خصص لمناقشه توافه الامور حضره الاف البشر نقشت فيه موضوعات كالوان الاحذيه ورائحه الغسيل وطرق تربيه الحشرات فماذا كانت النتيجه لقد لاقت هذه الافكار تجاوبا كبيرا واستقطابا دون ملل او ضجر كانت غايه العلماء قياس مدى استجابه الجمهور للموضوعات التافهه عرفانين وخلصوا الى ان الكثير من البشر خاضعون
بشكل عفوي وتام للتفاهه هذا العبث ان دل على شيء فانه يدل ان اهتمامات سكان العالم الفكريه والثقافيه والفنيه وحتى الدينيه تنحرف نحو التفاهات بطريقه غير مسبوقه خدمه لاغراض السوق والاستهلاك وتحت شعارات رنانه افرغت من معانيها لم اسمع يوما ولم اقرا في كتب التاريخ عن اختراعات او اكتشافات حققها الانسان بالسرعه وعلى عجل وانما تطورت البشريه بالصبر وتحصيل العلم وتراكم المعارف هيك بتتطور الدنيا اما اليوم وفي عصر السرعه المزعوم نجد ان التركيز على غالب العلوم والفنون يعتمد على السرعه ويريدها ويسعى اليها فاسحا المجال للتافهين للوصول الى مبتغاهم من شهره ومال باسرع وقت وبدون تعب حيث يستطيع اي
يوتيوبر او انفلونسر لديه ملايين المتابعين ان يحرك جيشا من الناس وراء توافه الامور تحت شعار هاشتاج او ترند مثل ما صار مع ياسين جنكيز بقرش وضربه حظ وجمهور متعطش للضحك والتفاهه دخل جنكيز عالم الشهره من اوسع ابوابه وتهافتت عليه شركات الاعلانات وتحول بين ليله وضحاها من عامل بسيط الى ثري من اثرياء التفاهه عصر السرعه وعصر التفاهه وجهان لعمله واحده فهذه السرعه والسهوله في الحياه ساهمت في استسهال الناس لامور الحياه فلا احد اليوم يرغب بقراءه كتاب او روايه لكننا مستعدون للبقاء ساعات وساعات نقلب مقاطع على الفيسبوك التاريخ يمضي لا صعودا مستمرا ولا هبوطا دائما ولكنه يمر
بدورات ونحن فيما يظهر نمر في هبوطا وتقهقر على عجله التاريخ حيث ولا زمن مظفر النواب وزها حديد وحل زمن راقصات التيك توك هل عرفتم لماذا ريتين تقدم البرامج الثقافيه الواعيه لاننا لا نريد ان ننزل الى هذه المستويات ان من سخريه القدر ان الانسان بدا حياته عاريا في الكهوف والغابات غير ان دوره الحياه انتهت به عاريا في العالم الافتراضي في عصر التقنيه اصبح الناس مغرمين بالقبح والابتدال رغم شجبهم له في الواقع الحقيقي والخطوره تكمن في اننا لا ندرك ما نحن فيه من حاله يرثى لها من موجات الفساد والافساد والغزو الثقافي وتشابه الشخصيات يؤكد الفيلسوف الاندونو ان
السبيل للاطاحه بنظام التفاهه لا يمكن ان يتم الا بطريقه جماعيه وهو ما سماه بي القطيعه الجمعيه بما يتقاطع مع مقوله لعمر بن الخطاب اللهم ارضى عنه اميت الباطل بالسكوت عنه ابحث عن الضوء في نهايه هذا النفق المظلم وحاول ان تحرك الساكن من الافكار الجامده واعلم ان عقلك هو قدس الاقداس فلا تسمح لاي فكر ان يدخله ما لم تطهره بنار الشك محاربه صناعه التفاهه مسؤوليتك مثل ما هي مسؤوليه كل انسان عاقل وكما قال غاندي كون انت التغيير الذي تريد ان تراه في العالم اشوفكم الحلقه