حالما تفتح الصنبور تتدفق المياه النظيفة، بقدر ما شئنا، متى شئنا. يسهل نسيان أن هذا المسعى كان أحد أبرز الصراعات في التاريخ البشري. الحضارات التي استخدمت المياه ازدهرت.
الحضارات التي فشلت. . .
اندثرت. اليوم، 7 من أصل 10 أشخاص على الأرض يضمنون وجود مياه جارية في منازلهم. تتدفق المياه من الصواعد إلى القنوات المتصلة، وأخيراً عبر قنوات الخدمة تصل إلى كل بيت في الشارع.
على الأقل، هذا ما يظنونه. "كيب تاون" يمكن أن تصبح أول دولة كُبرى في العالم ينفد منها الماء. "كيب تاون" في "جنوب إفريقيا" الآن قاب قوسين أو أدنى من "اليوم صفر".
يفصلها 92 يوماً عن إغلاقها أغلب صنابير المياه اضطراراً بسبب جفاف شديد. "كيب تاون" هي أول مدينة كُبرى في العالم تخطط لوقف إمدادات المياه إلى أجل غير مسمى. ستنقطع المياه الجارية عن 4 ملايين شخص.
سيحصلون على حصص مياه، وسيكون عليهم الاصطفاف في مراكز مياه المدينة ليحصلوا عليها. وليست "كيب تاون" فقط. "ساو باولو" و"ملبورن" و"جاكرتا" و"لندن" و"بكين" و"إسطنبول" و"طوكيو" و"بنغالور" و"برشلونة" ومدينة "مكسيكو" كلهم سيواجهون "اليوم صفر" في خلال العقود القليلة القادمة، إلا إن تغيّر استهلاكهم للمياه تغيراً جذرياً.
ثمة معتقدات بأن المياه متوفرة بكميات وفيرة لأنها متاحة للجميع إذ يمكنك فتح الصنبور، وتلك مشكلة وخيمة. بالواقع، في 2040 معظم العالم لن يملك ما يكفي من الماء لتلبية الطلب على مدار السنة. إننا نواجه أزمة "(بتسي أوتو) محللة موارد المياه" نحن بصدد نقطة انعطاف حقيقية، ما لم نتوخّ الحذر، فربما نستفيد من قدرتنا على تنظيم استهلاكنا.
لكن لا بديل للماء. سيموت كل منا في خلال بضعة أيام من دونه. كيف بنينا عالماً لا نملك فيه ما يكفي من أقيم موارده؟ بينما تنمو هذه الأزمة، علام سيبدو العالم الجديد؟ الممرات المائية التي بناها الناس لتحرير الأرض من استبداد الطبيعة.
بالنسبة لبعض المستثمرين، ما يرونه في هذه الكأس هو ذهب سائل. مياه نظيفة. الآن.
تصبح المياه سلعة. تتخذ قيمة جديدة، يطالب بها الناس ويكتنزوها. هل نجرؤ على الاستخفاف بقيمة مياهنا كما نستخف بالهواء الذي نتنفسه؟ الأرض هو الكوكب الأزرق.
لا نقص في المياه. نملك 326 مليون تريليون غالون ماء. منذ الأزل وإلى الأبد.
ربما تتجمد المياه جليداً أو تتبخر في الهواء، لكنها لا تغادر كوكبنا. إذا امتصصنا كل مياه الأرض، ستُوضع في هذه الكرة. لكن 97 بالمئة منها مالح و2 بالمئة محبوس في الجليد عند القطبين، لذا البشرية بأسرها تعوّل على 1 بالمئة من تلك المياه لتنجو.
عندما يتحدث الناس عن انقطاع الماء عندهم، فما يقصدونه بالأحرى هل تلك النسبة الصغيرة جداً متاحة لهم؟ والإجابة تعتمد كلياً إلى مكان إقامتك. "الكويت" إحدى أفقر البلاد فيما يخص حصة المياه للفرد، و"كندا"، إحدى أغنى الدول بالمياه، لا تملك الضعفين فقط أو 10 أضعاف حتى. بل تملك 10 آلاف ضعف "الكويت".
لكن مكان المياه مهم أيضاً. ذلك الـ1 بالمئة من مياه الأرض الذي نعوّل عليه جميعاً، أغلبه تحت الأرض والوصول إليه صعب ومكلف جداً، لذا البشر استقروا غالباً بقرب مياه المسطحات، كالأنهار والبحيرات. نحو 90 بالمئة من سكّان العالم يعيش على بُعد أقل من 10 كيلومترات من أحد مصادر المياه العذبة.
منذ مئات السنين، حين استقرت قبائل الآزتك على ما يُعرف الآن بـ"المكسيك"، رأوا بحيرة ضخمة. هذه آخر أطلال القنوات التي شقّوها. "مدينة (المكسيك)، 1560" عجب أحد الجنود لمدينة الآزتك وهي بارزة من المياه المدينة التي بدت رؤيةً مسحورة.
لكن بعدها بدأ الإسبان يستنزفون البحيرة، وعلى مدى بضعة قرون امتلأ ذلك المكان بالناس. مثلما في أغلب الأماكن، مياه المسطحات في "المكسيك" كانت تُعدّ مورداً عاماً، من قبيل التطوير. ومنذ 1950، تفجّر تعداد سكان مدينة "المكسيك".
الآن يسكنها 22 مليون شخص. أقول إن بعض أخطر التهديدات التي تواجه مدينة "المكسيك". .
. . .
. تتعلق بالمياه. مدينة "المكسيك" تهطل عليها أمطاراً أغزر من "لندن" الشهيرة بأمطارها.
لكن البحيرات التي كانت لتجمع تلك المياه نضبت منذ زمن، لذا تفيض المدينة بالمياه. لكن لا يزال عليهم توريد أغلب مائهم من أماكن غير "المكسيك". أو توريدها من تحت الأرض.
لقد تحسّنا كثيراً في استخراج المياه الجوفية. لكن هناك ثمناً. مخازن المياه تلك، التي تُدعى حوامل المياه الجوفية، تراكمت على مرّ ألفي سنة، وتستغرق ألفي سنة لتمتلئ من جديد.
المياه الجوفية مثل حساب التوفير نوعاً ما، ولا بأس بأنها تسحب منه أحياناً، ولا سيما إذا أصابك قحط. لكن ليس هذا ما تفعله مدينة "المكسيك". نستخرج من حامل المياه المحليّ نحو 50 بالمئة من إمداد مياهنا.
ما يعني أننا على الأرجح سنفقد نصف مواردنا المائية ما بين الـ30 والـ50 سنة المقبلة. استخراج تلك المياه الجوفية له ضرر آخر. يضغط التربة.
مدينة "المكسيك" تغرق حرفياً. في بعض الأماكن، تغرق بنحو 22. 8 سنتيمتر في السنة.
بيانات قمر "ناسا" الصناعي تظهر أن حوامل المياه الجوفية بشمال "الهند" تتناقص بـ29 تريليون غالون في عقد واحد. ببساطة، على الأرض أناس أكثر يستهلكون ماءً أكثر. هذا القرن، ازداد استهلاك المياه 7 أضعاف.
والمطر والثلج اللذين نعوّل عليهما لسقي المحاصيل وملء البحيرات والأنهار أصبحا لا غير محلّ ثقة. التغيّر المناخي يجعل المياه المتاحة أشد غرابة وانحرافاً. نرى مناطق حول العالم تمرّ بفترات جفاف أطول كثيراً.
لكن المشكلة لا تقتصر على وجود أناس أكثر على الأرض يستخدمون المياه، المشكلة تكمن في طرق استهلاكنا للمياه. يحتاج البشر إلى شرب نحو 3. 7 لترات مياه يومياً.
غسل الأسنان واليدين يستهلك نحو 3. 7 لترات. استُهلك 11.
3 لتراً. لكن الشرب والغسل وصرف المرحاض لكل شخص على الأرض نسبتهم 8 بالمئة فقط من استهلاكنا السنوي للمياه العذبة. أغلب المياه يُعزى إلى الزراعة والصناعة، والطعام والسلع التي نستهلكها.
زجاجة الـ"كوكاكولا" مثلاً. 98 بالمئة من مياه تلك الزجاجة ليس ما تراه في تلك الزجاجة. بالواقع 98 بالمئة من المياه مطمور في المكوّنات التي زُرعت لصناعة زجاجة الـ"كوكاكولا" تلك.
74 لتراً من المياه يدخل في صناعة كل كأس جعة. كوب القهوة؟ 130 لتراً. كل قميص من قمصانك القطنية، 2500 لتر.
لكن لا شيء يحوي مياهاً مطمورة كاللحوم. البرسيم مكوّن شائع في علف الماشية، وزراعة الكيلوغرام تستهلك 510 لترات من المياه. البقرة العادية تستهلك نحو 12 كيلوغرام من البرسيم كل يوم.
بقسمة الرقم، مجرد 113 غراماً من الهامبرغر يتطلب إنتاجه 1650 لتراً من المياه. "استهلاك اللحوم لكل شخص" أنظمة غذائية بسُعرات أعلى ولحم أكثر. لكن لا يمكن للجميع أن يأكلوا مثل الأمريكيين.
بالواقع، لا يوجد مياه كافية في العالم. المياه لا تتقيّد بإحدى القواعد الأساسية للرأسمالية. بالكاد يدفع المزارعون ثمناً لها.
لذا فإن ثمن المياه الحقيقي لا يُضاف إلى ثمن البرغر. ولذلك تستطيع مطاعم الأطعمة السريعة تقديم وجبات العروض المميزة. "كيف يمكن أن يكون بـ99 سنتاً؟" مقابل دولارين و99 سنتاً.
سمعتموني. في أغلب أماكن العالم، تُعامل المياه وتُثمّن كأننا سنجد كفايتنا منها دائماً. ونتيجةً لذلك نُسرف في استخدامها بطرق سخيفة.
"كاليفورنيا الجنوبية" القاحلة تستخدم أكثر من 7. 5 تريليون لتر مياه سنوياً لزراعة البرسيم، وهي مياه تأتيهم من نهر "كولورادو"، على بُعد أميال. الثمن الذي يدفعونه فيها لا يُضاهي تكلفة التوصيل حتى.
مجرد جزء صغير من المياه التي تستهلكها صناعة النبيذ في "جنوب إفريقيا" سيكفي صنابير "كيب تاون". "الهند" و"الصين" يزرعان محصوليهما الأكثف استهلاكاً للمياه في بعض من أجفّ مناطقهما. لكن بينما تزداد المياه ندرةً، ربما يتغير ذلك.
بنك "غولدمان ساكس" توقع أن المياه ستكون بترول القرن الـ21. وجهات الاستثمار الخاصة، مثل صناديق الاستثمار، بدأت تشتري المياه، ويُثيرون المخاوف من أن يستغلوا الندرة لجني الأرباح. "كيف يخطط رجل لجني المليارات ببيع مياه صحراء (موخافي)" فلأنها كانت كذلك.
من هذه اللحظة، تملك منظّمتي أكثر من 60 بالمئة من موارد مياه "بوليفيا". ينصّ هذا العقد على أن حكومتك الجديدة. .
. ستتعاقد معنا على أننا مزوّد مرافق. لكن رفع سعر المياه ربما كان له منافع.
الفائدة من تقدير المياه كما ينبغي لنا وإرسال إشارة سعر، هي أننا لن نزرع البرسيم في الصحراء. تذكروا تلك النقطة. ستكون مهمة فيما بعد.
لما كنا نزرع محاصيل غير منطقية في أماكن قاحلة جداً. لأنه غير منطقي من الناحية الاقتصادية. و95 بالمئة من الأراضي الزراعية المرويّة في العالم على الأرجح ما كانت لتستخدم أسوأ طرق الريّ وأقلها كفاءة.
. . غمر الحقول بالمياه.
ولو كان للمياه سعر أغلى، ربما تقرر الحكومة أن إصلاح البنية التحتية للمياه أمر يستحق إنفاق المال. لسنا نستثمر الموارد المالية المطلوبة لإجراء صيانة رصينة للنظام. إحدى النتائج الحرجة لهذا هو أن عندنا تسريبات بنسبة 42 بالمئة في شبكة المياه.
مدينة "مكسيكو"، التي تواجه أزمة مياه وجودية، تفقد نحو نصف مياه الشرب عندها بسبب الأنابيب المسرّبة. نقدّر المياه تقديراً بخساً، نُلقي مليوني طن من المجاري والنفايات الزراعية والصناعية فيها كل يوم. ما من شعور بقيمة الماء الذي يُعد مورداً نفيساً جداً.
لكن حينما ينفد الماء، نعرف ما ثمن المياه الحقيقي. في 2017، أبرمت مدينة "مكسيكالي" عقداً مع "شركات كونستليشن براندز"، صانعي جعة "موديلو" و"كرونا"، لبناء مخمرة. كان أكبر استثمار تراه المنطقة منذ سنين، خالقاً 750 وظيفة ثابتة.
وفي المقابل، كانت المخمرة تحصل على ماء كثير. لكن "مكسيكالي" لا تملك ماءً وفيراً. مصدر مياهها الأساسي، نهر "كولورادو"، الذي يبدأ في "كولورادو" بـ"الولايات المتحدة".
يغذّيه الثلج الذائب في جبال "روكي"، درجات الحرارة الأدفأ في السنين المؤخرة معناه أن الثلج أصبح أقلّ، ما يعني أن النهر قد نقص. "مستوى المياه في 1983" يتدفق النهر جنوباً، ساقياً بضع ولايات أمريكية في طريقه، مثل "دنفر" ومدينة "سولت ليك" و"لاس فيغاس" و"فينكس" و"لوس أنجلوس". ونحو 6 ملايين فدان من الأراضي الزراعية.
حتى يصل نهر "كولورادو" إلى "مكسيكالي"، يبدو هكذا. لا نملك ماءً كافياً منذ فترة طويلة. إذا استقرت المخمرة وبدؤوا ينتجون كثيراً، بعد بضع سنين ستنفد منا المياه الجوفية.
المزارعون هم أكبر المتضررين من ذلك. يحتاجون إلى 20 مليون مكعب مربع كل سنة. إذا قارنّا ذلك بمدن مثل "إنسينادا"، التي تحتاج إلى 9 ملايين متر مكعب، فهو أكثر من الضعفين.
أكثر من ضعفي مدينة. كلما شحّت المياه، أصبح الوصول إليها تنافساً، بفائزين وخاسرين، أحياناً باختيار الحكومة. في يوليو 2018، أصدرت حكومة "المكسيك" الفدرالية مرسوماً يسهّل لأمثال "كونستليشن براندز" من الشركات أن يستخرجوا مياه المسطحات من كل أنحاء البلد.
نرى أن هذه سرقة. كما أنه تحذير للعالم أجمع لا للمكسيكيين فقط. نعرف أن أجزاء عدة من العالم تحارب ضد مشاريع التخصيص هذه التي تدرّ أموالاً طائلة للشركات.
في يناير 2018، حاول المتظاهرون جسدياً وقف بناء قناة المخمرة. مجموعة الشرطة كلها أتت من ذاك الطريق في المقدمة. أتوا إلى هنا بدروع الحماية، في صف واحد.
إنها السيدة التي تظهر في الفيديو متسلحة بأنبوب. لكن علينا أن ندافع عن مياهنا. لأنها سائل مهم.
إنها أعز ما نملك الآن. ندرة المياه تُثير عنفاً متصاعداً في كل أنحاء العالم. تجاربي الشخصية لهذه الأزمة كانت في شمال شرق "نيجيريا".
كما رأينا، بمرور السنين على جفاف بحيرة "تشاد" جفّت معها سبل المعيشة. وذلك التوتر ثار ثوراناً لم تستطع الحكومة السيطرة عليه. ندرة المياه هي جوهر النزاع الجاري في "دارفور" الذي حصد مئات آلاف الأرواح منذ 2003.
وبعض المحللين يقولون إن الحرب الأهلية في "سوريا" سببها الأكبر جفاف حاد في 2006. بينما يتصاعد التوتر بسبب المياه العذبة، فإن الحكومات تضع نصب أعينها فكرةً كانت بعيدة المنال فيما سبق. صناعة المزيد من الماء العذب.
تحلية مياه المحيطات تضاعفت على مدى العقد الأخير لكن الكمية التي نصنعها سنوياً ما زالت أقل من 1 بالمئة من المياه التي نستهلكها. إننا ننتظر إنجاز الكأس المقدسة الذي يتناول التكاليف الباهظة التي تتطلبها تحلية المياه، وهو أخذ مياه المحيط أو الماء الأُجاج الذي يحوي أملاحاً كثيرة، من باطن الأرض، ونعالجها لتوافق مقاييس مياه الشرب. يتطلب ذلك أموالاً طائلة وجهوداً جهيدة الآن.
لكان ذلك منطقياً أكثر لو كانت المياه أغلى. لكن ذلك معناه أن كل شيء يحوي المياه سيصبح أغلى. سيرتفع سعر السلع الاستهلاكية ارتفاعاً صاروخياً.
وربما تتدهور بعض الصناعات. أمثال "كونستليشن براندز" من الشركات ربما يتخذون قرارات مختلفة حيال الأماكن التي يقيمون فيها أعمالهم. لأن عليكم أن تذكروا.
. . الفائدة من تقدير المياه كما ينبغي لنا وإرسال إشارة سعر، هي أننا لن نزرع البرسيم في الصحراء.
زراعة علف الحيوانات في الصحراء. تلك مهنة عائلة "مينا". وإذا أصبحت المياه فجأة كالبترول، لأصبحوا بلا عمل أيضاً.
المسألة أن المياه ليست كالبترول. أو أي سلعة أخرى على الأرض أيضاً. لأننا من دون المياه، نموت.
في 2010، اعتمدت "الأمم المتحدة" توافر المياه والصرف حقاً من حقوق الإنسان. وهناك يكمن التحدي في أزمة المياه. كيف يُفترض بك تثمين مورد لا يُقدّر بثمن بينما تحرص على توافره للجميع؟ حين يُرفع سعر المياه، لإصلاح الأنابيب أو الحثّ على حفظها، الفقراء أكثر المتأثرين بذلك.
شركة "سيدني وُتر" تفرض زيادة 15 بالمئة على 4 سنين، وتضع ضغطاً أثقل على الميزانية العائلية. هذه الرغبة في حفظ المياه وترشيد استهلاكها، أصبحت الآن عبئاً يجب أن يحمله الفقراء. إذ أعيش على مرتب ثابت، لا أستطيع تحمل نفقة أي من هذا.
ربما كانت المسألة أننا لا نعامل كل أشكال المياه بالمساواة. نعرف أن عندنا نسبة معينة من المياه، نحو 60 لتراً يومياً للشخص، ذلك مرتبط بمسائل حقوق الإنسان، لكن علاوة على ذلك، ينبغي أن يدفع الناس ثمن المياه. في 2017، بدأت "فيلادلفيا" تجربة ربط أسعار المياه بالدخل.
علينا تسعيرها بطريقة تحمي حقوق الإنسان الأساسية. كوننا كلنا نحتاج إلى المياه يصعّب هذه الأزمة على نحو خاص. لكن يمكن أيضاً أن يلهم الناس للتصرف بطرق خاصة لحل الأزمة.
"اليوم صفر" في "كيب تاون" كان محدداً ليوم 18 مارس. لكن بدأ الناس يدّخرون. من الواضح أن قيود المياه لها تأثير ما.
تم تأجيل "اليوم صفر" شهراً. أعلنت "كيب تاون" أنها أجّلت "اليوم صفر" حتى الـ9 من يوليو. تتوقع السلطات "اليوم صفر"، كما يُدعى، أن يحل في نهاية أغسطس بدلاً من يوليو.
الآن، ذلك أُجّل مذاك الحين إلى العام القادم، بفضل الجهود الاستثنائية التي بذلها السكان والسلطات. "استهلاك المياه اليومي لـ(كيب تاون)" أقل من نصف ما كان عليه منذ 4 سنين، وتوقف العد التنازلي لـ"اليوم صفر" إلى أجل غير مسمى. لم تُنفذ حلول فعلية إلا حتى بدؤوا يتحدثون عن "اليوم صفر".
جذب ذلك انتباه الناس. وكان مذهلاً، من الوقت الذي بدأت المدينة تتحدث فيه عن "اليوم صفر" وبعدها بشهر، مدى ترشيد استهلاك الناس للمياه. وذلك ينمّ عما نستطيع أن نحققه.
لكن "كيب تاون" حالفها الحظ أيضاً. فقد أمطرت السماء. الحل هو إدراك أهمية المياه قبل أن تنفد منا، وتذكر أن مصائرنا مرهونة بما يتدفق من صنابيرنا.
أُسست مدينة "مكسيكو" داخل بحيرة. لكن اليوم، علاقتنا بالمياه ضعيفة جداً. من المهم جداً أن نُحيي وعينا التاريخي بالمياه.
ثمة أفعال كثيرة يمكن أن يفعلها المرء لترشيد المياه، لكن أيضاً لإدراك أن المياه قيّمة.